لا تصالح


قصيدة رائعة للشاعر الراحل أمل دنقل



القصيدة بالقاء الشاعر..على ذمة اليوتيوب



لا تصالحْ!
..ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..
وكأنكما
ما تزالان طفلين!
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..
تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!



لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
أعيناه عينا أخيك؟!
وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك؟
سيقولون:
جئناك كي تحقن الدم..
جئناك. كن -يا أمير- الحكم
سيقولون:
ها نحن أبناء عم.
قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
واغرس السيفَ في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم
إنني كنت لك
فارسًا،
وأخًا،
وأبًا،
ومَلِك!


لا تصالح ..
ولو حرمتك الرقاد
صرخاتُ الندامة
وتذكَّر..
(إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)
أن بنتَ أخيك "اليمامة"
زهرةٌ تتسربل -في سنوات الصبا-
بثياب الحداد
كنتُ، إن عدتُ:
تعدو على دَرَجِ القصر،
تمسك ساقيَّ عند نزولي..
فأرفعها -وهي ضاحكةٌ-
فوق ظهر الجواد
ها هي الآن.. صامتةٌ
حرمتها يدُ الغدر:
من كلمات أبيها،
ارتداءِ الثياب الجديدةِ
من أن يكون لها -ذات يوم- أخٌ!
من أبٍ يتبسَّم في عرسها..
وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها..
وإذا زارها.. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،
لينالوا الهدايا..
ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ)
ويشدُّوا العمامة..
لا تصالح!
فما ذنب تلك اليمامة
لترى العشَّ محترقًا.. فجأةً،
وهي تجلس فوق الرماد؟!


لا تصالح
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟
وكيف تصير المليكَ..
على أوجهِ البهجة المستعارة؟
كيف تنظر في يد من صافحوك..
فلا تبصر الدم..
في كل كف؟
إن سهمًا أتاني من الخلف..
سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم -الآن- صار وسامًا وشارة
لا تصالح،
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
إن عرشَك: سيفٌ
وسيفك: زيفٌ
إذا لم تزنْ -بذؤابته- لحظاتِ الشرف
واستطبت- الترف


لا تصالح
ولو قال من مال عند الصدامْ
".. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام.."
عندما يملأ الحق قلبك:
تندلع النار إن تتنفَّسْ
ولسانُ الخيانة يخرس
لا تصالح
ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟
كيف تنظر في عيني امرأة..
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
كيف تصبح فارسها في الغرام؟
كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام
-كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام
وهو يكبر -بين يديك- بقلب مُنكَّس؟
لا تصالح
ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام
وارْوِ قلبك بالدم..
واروِ التراب المقدَّس..
واروِ أسلافَكَ الراقدين..
إلى أن تردَّ عليك العظام!


لا تصالح
ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن "الجليلة"
أن تسوق الدهاءَ
وتُبدي -لمن قصدوك- القبول
سيقولون:
ها أنت تطلب ثأرًا يطول
فخذ -الآن- ما تستطيع:
قليلاً من الحق..
في هذه السنوات القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك،
لكنه ثأر جيلٍ فجيل
وغدًا..
سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،
يوقد النار شاملةً،
يطلب الثأرَ،
يستولد الحقَّ،
من أَضْلُع المستحيل
لا تصالح
ولو قيل إن التصالح حيلة
إنه الثأرُ
تبهتُ شعلته في الضلوع..
إذا ما توالت عليها الفصول..
ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)
فوق الجباهِ الذليلة!


لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم
ورمى لك كهَّانُها بالنبأ..
كنت أغفر لو أنني متُّ..
ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ.
لم أكن غازيًا،
لم أكن أتسلل قرب مضاربهم
لم أمد يدًا لثمار الكروم
لم أمد يدًا لثمار الكروم
أرض بستانِهم لم أطأ
لم يصح قاتلي بي: "انتبه"!
كان يمشي معي..
ثم صافحني..
ثم سار قليلاً
ولكنه في الغصون اختبأ!
فجأةً:
ثقبتني قشعريرة بين ضلعين..
واهتزَّ قلبي -كفقاعة- وانفثأ!
وتحاملتُ، حتى احتملت على ساعديَّ
فرأيتُ: ابن عمي الزنيم
واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم
لم يكن في يدي حربةٌ
أو سلاح قديم،
لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ


لا تصالحُ..
إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:
النجوم.. لميقاتها
والطيور.. لأصواتها
والرمال.. لذراتها
والقتيل لطفلته الناظرة
كل شيء تحطم في لحظة عابرة:
الصبا - بهجةُ الأهل - صوتُ الحصان - التعرفُ بالضيف - همهمةُ القلب حين يرى برعماً في الحديقة يذوي - الصلاةُ لكي ينزل المطر الموسميُّ - مراوغة القلب حين يرى طائر الموتِ
وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة
كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة
والذي اغتالني: ليس ربًا..
ليقتلني بمشيئته
ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته
ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة
لا تصالحْ
فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ..
(في شرف القلب)
لا تُنتقَصْ
والذي اغتالني مَحضُ لصْ
سرق الأرض من بين عينيَّ
والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة!


لا تصالح
ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخ
والرجال التي ملأتها الشروخ
هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم
وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخ
لا تصالح
فليس سوى أن تريد
أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد
وسواك.. المسوخ!


لا تصالحْ
لا تصالحْ



بالمناسبة تدايقت وانا بعمل بالبوست..مع اني كنت اعرف كيف احط فيديو من اليوتيوب..بس مش عارف كيف فجاة نسيت..وبرضو مش عارف بالاخر كيف زبط معي
يا ريت اللي بيعرف وعندو طريقة سهلة وسريعة وما بتتضمن الاتش تي ام اخص يفيدني

نراكم


Back in the 3'orzeh


مساكم سعيد جميعا

الدنيا صيف والجو شبه بديع..فخليني احكي بشوية مواضيع

هو فعليا موضوع واحد...موضوع رجوعي للغرفة عالسطوح..او المخزن اللي عالسطوح
كوني بحب الاستقلالية والخمخمة لما اكون بشتغل بأي اشي..لجأت قبل تقريبا سنتين وشوية لشبه غرفة عنا عالسطوح محطوط فيها كل السجاد واللحفة والخماخم اللي اهل البناية مش عارفين وين يحطوها...بس كونها بعيدة عن العين بعيدة عن القلب بتضل قريبة وعزيزة علي

خلال مسيرة حياتي الممتدة زهاء العشرين ونيّف من الاعوام..تبينلي انو الشغلة اللي بتعاني معها وبتقرفك عيشتك هي اللي بيضل الواحد متذكرها وبيحبها

هاي الغرفة..الغرزة..الخم..أياً كان اسمها..حارة جدا في الصيف..باردة جدا في الشتاء...مغبرة وسريعة التوسخ على مدار العام حيث ان سقفها عبارة عن زينكو مش مشغول منيح..معرضة للسقوط ع راسي بأي لحظة لانها مش محمولة غير ع جكين والخشب اللي حامل الزينكو مهكع وتاكك من قد ما دلفت عليه مية بالشتا..مرتع للحشرات والقارص بالليل كون الدالية قريبة من شباكها






بس بنفس الوقت..في هاي الغرفة بس اقرر انام بنام عالسريع...لانو اصوات الجيران اللي ما بينامو ما بتصلها..انا ساكن زي ما تقولو بعشوائيات سكنية..صوت جاري وسواليفو لما يكون سهران بالحوش بيشرب كاسة الشاي مع جارو مسموعة تماما وفي منتهى الوضوح الشفافية للاربع طوابق اللي بتتكون منهم بنايتنا..بس ما بتصل للغرفة اللي عالسطوح...بتقصر

في هاي الغرفة العتمة مطلقة..بالليل بس انام وبدي ما اشوف ولا ضو يادوب اشوف ايدي..واحيانا لا ما يجيني نوم بطلع ع سطوحها بقعد وبدخنلي سيجارة وانا بتفرج على عمان وهي ساكنة وهادئة بدون اي صوت..وان كانت السما مغيمة والقمر يا دوب ينشاف أو ان كانت صافية والقمر منور..عالحالتين بتكون الاجواء ساحرة وبتكون القعدة احسن من ازعم قعدة او قهوة بعمان..عالاقل بالنسبة الي

هاي الغرفة..ياما اجو عليها صحابي بالجامعة..ياما اكلنا فيها معجنات..ياما حرقنا عالفوجيكا قشر بردقان واحنا فيها..ياما درسنا فيها الدراسة اللي قبل 3-4 ساعات قبل امتحان اخر الفصل

وبالتالي..شعور جميل اني ارجع انقل عفشي -تختي واللابتوب ومنافعهم- للغرفة..بالرغم انو هادا الصيف لا يبشر بدرجات حرارة مطمئنة..بيعين الله

نراكم


ويكيبيديا مصري




اليوم قاعد بتصفح بالويكيبيديا على مرض معين..فانو مكتوب عنو شغلات ومصطلحات طبية ومن هالحكي

فانا بالعادة عاليسار بيكون اللغات اللي متوفر فيها الموضوع..بحط بالعادة الماوس عالعربي بيطلعلي اللينك تحت بيكون مبين باللينك عنوان الصفحة اللي هو عنوان الموضوع..انو عالسريع بعرف معنى الشغلة اللي بقرا عنها بالعربي اذا كنت مش عارفو

بطلع الا هو في من ضمن اللغات..مصري..تفاجأت..لقيت في ويكيبيديا مستقلة بذاتها للغة المصرية..عأساس انها لغة مش لهجة..طبعا سيبك انها بتخزي وفش فيها غير كم موضوع اشي حكي فاضي

اللي دايقني انو ليش؟؟؟...يعني حتى لهون في عنصرة...ما بتلاقي صفحة ويكيبيديا للانجليزي الامريكي..ووحدة تانية للانجليزي الاسترالي ولا الايرلندي والاسكتلندي..مع انو في تباين واضح جدا باللهجات والمصطلحات المستخدمة في اللغة لما تحكي ع بلد زي امريكا واسكتلندا مثلا

لا وزي اللي عامل عملة وعارف حالو..لقيت صفحة كاملة انو زي تبرير ليش في اشي اسمو ويكيبيديا مصري..قال وحاطين اسباب واستفادات ومش عارف ايش...ويكيبيديا مصري هي موسوعة اي مصري يقدر يفهمها...يعني انو المصري هسه لما يقرأ "الان" ما بيستوعبها زي لما يقرأ "دلوقتي"...

يمكن الموضوع يبين تافه..بس الموضوع موضوع مبدأ..يعني ما في اشي اسمو لغة مصرية ولا لغة سورية ولا لغة خليجية...في اشي اسمو لغة عربية..وفي اشي اسمو لهجات ولكنات...ما حدا بيحكي عربي بحت هالايام..العربية موجودة بالقرآن الكريم..ويمكن في منها شوية بالشعر...عالاقل تضل اللغة موجودة بتعاملاتنا الرسمية..نعرف انو في اشي اسمو لغة عربية الكل مفروض يفهمها ويعرف يكتبها ويحكيها..مش كل بلد يصير يسمي لهجتو لغة مستقلة بحالها


BrainStorming 3


صارلي فترة ما كتبت اشي...وفعليا حاس انو من ضغط الفترة الماضية والضغط اللي لسه جاي عالطريق مش عارف اكتب اشي

ولا رح اكتب اشي

بلا برين ستورمينج بلا بطيخ ازرق

peace out